لمواجهة سيطرة الحكومة على الصحف ووسائل الإعلام الكبرى
معارضة ماليزيا تنقل حملتها الانتخابية للإنترنت
أ ف ب
Image
موقع لمعارضة ماليزيا
كوالالمبور - في الوقت الذي تكثف فيه الأحزاب الماليزية استعداداتها لخوض الانتخابات العامة الشهر المقبل، لجأت أحزاب المعارضة الماليزية إلى نقل حملتها الانتخابية إلى ساحة الإنترنت والمدونات الإلكترونية ورسائل الهاتف المحمول القصيرة؛ في محاولة لمواجهة سيطرة الحكومة على جميع وسائل الإعلام الرئيسية.
وتفيض الصحف والقنوات التلفزيونية الكبرى في ماليزيا، والمملوكة جزئيًّا من قبل العديد من أحزاب الائتلاف الحاكم، في نشر وبث تقارير تتناول إنجازات الحكومة قبل الانتخابات العامة وانتخابات مجالس الولايات المقررة في 8 مارس المقبل، بحسب وكالة الأنباء الفرنسية اليوم الأربعاء 20-2-2008.
وأضافت الوكالة أن أحزاب المعارضة تذكر بالكاد في وسائل الإعلام الرئيسية، غير أنها بدأت بشكل محموم حملاتها الانتخابية على مواقع شبكة الإنترنت مثل "يوتيوب"، الخاص بتنزيل وتبادل ملفات الفيديو، بهدف الوصول إلى أصوات الناخبين الشباب والمثقفين في المدن.
"استغلال للتكنولوجيا"
"إنهم يسيطرون على التلفزيون (الأحزاب الحاكمة)، لكننا (المعارضة) حصلنا على يوتيوب الآن". يقول المحاسب لي شون لي (31 عامًا)، مشيرًا إلى أنه يتصفح الإنترنت بحثًا عن أخبار بديلة لما تقدمه الحكومة في وسائل الإعلام الخاضعة لسيطرتها والتي "لا تعرض سوى لمحات سلبية عن المعارضة".
وأعرب لِي عن سعادته لمشاهدة خطاب للقيادي المعارض في البرلمان ليم كيت يسانج على موقع "يوتيوب" بعد دقائق من قرار رئيس الوزراء عبد الله أحمد بدوي بحل البرلمان والدعوة لانتخابات مبكرة في وقت سابق الشهر الجاري. وقال: "انبهرت بالاستغلال الذكي للتكنولوجيا من قبل يسانج".
ففي الوقت الذي يعجز فيه الكثيرون من أبناء جيله عن إرسال رسالة بالبريد الإلكتروني، يدير ليم كيت يسانج (67 عامًا) 3 مدونات يتم تحديثها بالعديد من المحتويات يوميًّا، كما يحذو العديد من قادة المعارضة حذوه.
وقال يسانج زعيم حزب العمل الديمقراطي المعارض: "إن التدوين وسيلة لإخراج الكلام، وفرصة للتحايل على سيطرة الحكومة على وسائل الإعلام في ظل عدم قدرتنا على تحييد هذه الوسائل". وأضاف: "إن إمكانية وصولنا للناس عبر الإنترنت ستواصل تزايدها، ولن يتم منعنا للأبد".
وتضع منظمة "صحفيون بلا حدود" العالمية المعنية بمراقبة حرية الصحافة والدفاع عن الصحفيين ماليزيا في المرتبة 127 من بين 169 دولة فيما يتعلق بحرية الصحافة، وتقول: "إن وسائل الإعلام الرئيسية مجبرة دائمًا على تجاهل أو التقليل من الكثير من الأحداث التي تنظمها المعارضة".
ومن بين المواقع التي تستخدمها المعارضة موقع "Malaysiakini.com" وهو صحيفة إلكترونية داهمت السلطات مقرّها عدة مرات ومنعت صحفييها من تغطية بعض الأحداث والمؤتمرات الحكومية منذ تأسيسها عام 1999، ويزور هذا الموقع حوالي 100 ألف شخص يوميًّا.
كما يدير الحزب الإسلامي الماليزي المعارض صحيفة إلكترونية خاصة به عنوانها "HarakahDaily.net"، والتي تضم 6 قنوات تلفزيونية إلكترونية وتقارير إخبارية يومية عن مجرى الحملة الانتخابية.
ويملك نائب رئيس الوزراء السابق والمعارض البارز أنور إبراهيم حاليًّا مدونة هو الآخر على الإنترنت ينشر فيها أخبارًا ومقاطع فيديو حول أنشطة حزب "كيديلان" الذي يتزعمه.
"استحسان واسع"
ويقول المدون المعروف جيف أووي الذي يخوض الانتخابات المقبلة مرشحًا عن حزب "العمل الديمقراطي": "إن الأخبار ومقاطع الفيديو التي تبث على مواقع ومدونات المعارضة تحظى باستحسان قطاع كبير من الناس، ولا تقتصر على شباب المناطق الحضرية".
وأضاف: "لا يقتصر ذلك على فئة عمرية، فنحن نجتذب العديد من المواطنين المهتمين ممن تزيد أعمارهم على 45 عامًا، وهم الأشخاص الأكثر اهتمامًا بالسياسة وآراء المعارضة".
ويوجه المدونون انتقادات لاذعة للحكومة الماليزية التي تتهمهم من جانبها بنشر الأكاذيب، وتهددهم بعقوبات صارمة وفرض ضوابط أكثر صرامة على استخدام الإنترنت.
ويتنافس الائتلاف الحاكم وأحزاب المعارضة خلال الانتخابات المقبلة على 222 مقعدًا بالمجلس التشريعي (البرلمان)، و505 مقاعد بمجالس الولايات الماليزية الثلاثة عشر.
وكان الائتلاف الحاكم بزعامة رئيس الوزراء عبد الله بدوي قد فاز بـ198 مقعدًا في البرلمان في انتخابات 2004، أي ما نسبته 90% تقريبًا، ويتكون الائتلاف الذي يحكم البلاد منذ 5 عقود من 14 حزبًا في مقدمتها حزب المنظمة القومية الملايوية المتحدة بزعامة بدوي.
في المقابل، تنقسم أحزاب المعارضة الثلاثة الكبرى بماليزيا إلى جبهتين رئيسيتين، الأولى هي الجبهة الإسلامية والمكونة من حزب العدالة الوطني بزعامة عزيزة إسماعيل زوجة نائب رئيس الوزراء السابق أنور إبراهيم، والحزب الإسلامي الماليزي بزعامة سيد حسين عليّ، والجبهة الثانية هي حزب العمل الديمقراطي الماليزي بزعامة ليم كيت سيانج الذي يمثل الأقلية الصينية غير المسلمة.
ويمثل "الملايو"، وهم السكان الأصليون، 60% من إجمالي سكان ماليزيا البالغ مجموعهم 26 مليون نسمة، ويعرف الدستور الملايو على أنه "شخص معتنق للديانة الإسلامية". أما باقي السكان وأغلبهم من ذوي الأصول الصينية الهندية فيعتنقون الديانات الهندوسية والبوذية والسيخية والمسيحية
http://www.islamonline.net/servlet/Satellite?c=ArticleA_C&cid=1203515458970&pagename=Zone-Arabic-News/NWALayout