قناة مع "طيور الجنة".. الكل رابح في الجزائر

مع "طيور الجنة".. الكل رابح في الجزائر

عبد الرحمن أبو رومي
Image
أحد أعمال فرقة طيور الجنة
الجزائر- من منزل إلى آخر، ومن متجر إلى غيره في ربوع الجزائر، ذاع صيت قناة "طيور الجنة" الفضائية الأردنية المخصصة للأطفال، وامتد تأثيرها إلى شركات الهاتف الجوال التي وجدت في أناشيد القناة تجارة رابحة تُضاف إلى الأرباح الأخلاقية التي يجنيها الأطفال الشغوفون بـ"طيور الجنة"؛ لدرجة حرمان أولياء أمورهم من مشاهدة بقية القنوات، بحسب ما رصدته شبكة "إسلام أون لاين.نت".

فالبرغم من عدم تجاوز عمر القناة سبعة أشهر من البث التجريبي، إلا أنها تحولت لوسيلة تلجأ إليها الكثير من الأسر، ليس فقط للترويح عن الأطفال، بل لإسكاتهم أيضا حين يبكون؛ إذ بمجرد مشاهدتهم للقناة ينتبهون إليها.

مقابل هذه الخدمة "الجليلة" التي تقدمها القناة للأمهات، وجد كثير من الآباء أنفسهم فجأة محرومين من مشاهدة التلفاز؛ إذ بمجرد إقدامهم على تغيير القناة يشرع أطفالهم في البكاء والصراخ، مطالبين إياهم بإبقاء جهاز الاستقبال على "طيور الجنة"، وهو ما لا يملك معه الآباء إلا الإذعان.
شاهد أيضا:

* أنشودة "يا طيبة"

عبد الكريم الذي التقته "إسلام أون لاين.نت" في مسجد عمر بن الخطاب وسط العاصمة الجزائر، ويعد واحدا من هؤلاء الآباء المحرومين من مشاهدة أي قناة سوى "طيور الجنة"، قال عبد الكريم: "أنا من متتبعي القنوات الرياضية التي تبث مباريات كرة القدم، باعتباري من عشاق اللعبة، وأخصص قسطا من وقتي بالمنزل لمشاهدتها.. لكن منذ شروع قناة طيور الجنة في البث حُرمت من ذلك، بعد أن أصبح التلفاز حكرا على ابني وائل الذي يقضي جل وقته في سماع أناشيد القناة".

ولم يخف الأب إعجابه بما تبثه القناة: "المهم أن طيور الجنة تبث أناشيد إسلامية وتربوية هادفة؛ مما يجعلنا لا نخاف على أبنائنا"، معتبرا أن "طيور الجنة حققت نجاحا باهرا، رغم أنها ما زالت في مرحلة البث التجريبي".

وفي أحد متاجر ملابس ولعب الأطفال بحي حسين داي الشعبي، قالت السيدة جميلة، وهي ربة بيت: إن ابنتها إيمان بمجرد استيقاظها من النوم تطلب مشاهدة "طيور الجنة"، "وما عليَّ إلا تلبية رغبتها فورا، وإلا شرعت في البكاء".

وأضافت أن "إيمان تبقى هادئة، ولا تحرك ساكنا حين تشاهد القناة؛ مما يسمح لي بقضاء أشغالي المنزلية في جو هادئ".

وأقرت السيدة جميلة هي الأخرى بأن التلفاز أصبح حكرا على ابنتها، وهو ما جعلها وزوجها يفكران في اقتناء جهاز تلفاز جديد؛ ليتمكنا من مشاهدة ما يحلو لهما من برامج.

المتاجر أيضا

متابعة "طيور الجنة" لا تقتصر على الأطفال في المنازل؛ حيث إن العديد من متاجر ملابس ولعب الأطفال أصبحت تضبط أجهزة التلفاز على هذه القناة، وهو ما لاحظته "إسلام أون لاين.نت" خلال جولتها.

ففي أحد المتاجر وسط حي حسين داي الشعبي ملأت أناشيد "طيور الجنة" المنبعثة من أجهزة التلفاز أرجاء المكان.

وقالت حسيبة، وهي بائعة بالمتجر: "منذ بدء بث قناة طيور الجنة استغنينا عن القنوات المتخصصة في الرسوم المتحركة، وصرنا نفضل هذه القناة التي يحبها الأطفال كثيرا، وتشد انتباههم عند دخولهم المتجر، لدرجة أن بعضهم يبقى مشدودا لشاشة طيور الجنة حتى باب الخروج".

والهاتف النقال

شركات الهاتف الجوال النشطة في السوق الجزائرية استفادت هي الأخرى من متابعة الجزائريين الواسعة لقناة "طيور الجنة".

وتعد نسبة الرسائل القصيرة (إس إم إس) المرسلة من طرف أطفال الجزائر هي الأكبر بين أطفال بقية الدول العربية والإسلامية.

وبادرت الشركة الكويتية العاملة في سوق الهاتف الجوال بالجزائر "نجمة" إلى تخصيص خدمة جديدة لزبائنها، تقوم خلالها بتحميل رنات أناشيد "طيور الجنة"، مقابل 100 دينار جزائري (نحو 1.66 دولار) للرنة الواحدة.

أناشيد مربحة

كما وجد أصحاب متاجر بيع الكتب والأشرطة الدينية والأقراص المدمجة في "طيور الجنة" تجارة رائجة؛ فمبيعات الأشرطة والأقراص التي تحوي أناشيد القناة بلغت أرقاما قياسية، خاصة بعد الجولة التي قامت بها فرقة طيور الجنة في عدة مدن جزائرية.

وهذه الفرقة أسسها الفنان الأردني خالد مقداد في عام 2004، وبعد تأسيسه القناة أصبحت هي المعنية بتقديم الأناشيد على أثيرها.

وفي إطار جولاتها الخارجية التي شملت عدة دول عربية وأجنبية، جابت فرقة "طيور الجنة" مؤخرا عدة مدن جزائرية كان من آخرها مدينة قسنطينة.

وحظيت الفرقة باستقبال جماهيري منقطع النظير؛ لدرجة أن العديد من العائلات لم يسعفها الحظ في تمكين أبنائها من حضور حفلات "طيور الجنة"؛ بسبب الاكتظاظ الهائل للقاعات والملاعب التي خصصت لاحتضانها.

ووصل تأثير النجاح الباهر الذي حققته الفرقة في الجزائر إلى أن مدير القناة، خالد مقداد، يفكر جديا في الاستقرار بالجزائر بعد الافتتاح الرسمي لـ"طيور الجنة" المقرر في عيد الفطر المقبل.

و"طيور الجنة" قناة فنية تربوية تبث أناشيد وبرامج تعليمية وتثقيفية موجهة للأطفال، وتبث انطلاقا من الأردن على القمر الصناعي المصري "نيل سات".

http://www.islamonline.net/servlet/Satellite?c=ArticleA_C&cid=1216207980422&pagename=Zone-Arabic-News/NWALayout