http://mosgcc.com/mos/magazine/print.php?storyid=34الشركات الكويتية توجه إنذار شديد اللهجة .. لشركات الخدمات النفطية والعالمية وتكسر احتكارها
القسم : تحقيق
سانتافي .. وهاليبرتون .. وشلامبرغيه وغيرها من الشركات العالمية المتخصصة في مجالات الحفر والخدمات للقطاع النفطي احتكرت مشاريع الدولة طوال الأعوام الماضية ولم تجرأ شركة محلية واحدة أن تكسر هذا الاحتكار.
فمنذ إنتاج الدولة للنفط منذ 60 عاما، لم تكن لدى الكويت شركة محلية متخصصة في هذا المجال , ولكن في خلال الأعوام القليلة الماضية بدأت تتأسس شركات محلية متخصصة في مجالات الخدمات النفطية بل وبدأت هذه الشركات تتزايد وباتت شركات القطاع الخاص الكويتية التي تعمل في مجالات الخدمات النفطية وتحديدا في مجال الحفر وصيانة الآبار تخترق بقوة قطاع الخدمات في المجال النفطي في خطوة وصفها البعض بأنها بداية حقيقية لكسر احتكار الشركات الأجنبية.
الشركات المحلية
وبدأت الشركات المحلية الكويتية توجه إنذارا شديد اللهجة للشركات العالمية وتقوم بنفس الأداء الذي تقوم به الشركات الأجنبية في تقديم خدمات القطاع النفطي, وذلك بعد أن كانت حكراً على الشركات الأجنبية، وكان لزاما علينا أن نطرح هنا العديد من التساؤلات, فهل باتت فعلا الشركات الخاصة الكويتية تشارك نظيراتها الأجنبية في هذه الكعكة التي كانت في يوم من الأيام تجلس وحدها لتلتهمها خصوصا إذا ما عرفنا أن حجم العقود التي تطرحها شركة نفط الكويت في هذا المجال تصل إلى أكثر من 100 مليون دولار سنويا ؟
وإذ كان ذلك هل نستطيع أن نقول أن الشركات الخاصة الكويتية العاملة في مجال الخدمات النفطية تنافس فعلا الشركات الأجنبية في هذا القطاع وأن تكون بنفس الكفاءة في تنفيذ جميع المهام التي كانت تقوم بها الشركات الأجنبية, أم أن العملية ستقتصر على عدة مهام وأعمال ليس إلا , تتناسب مع قدراتها؟
فروق كثيرة
يقول مدير عام شركة الشرقية المتحدة للخدمات النفطية وأحد الملاك حسام معرفي: إن هناك فروق كثيرة بين الشركات المحلية والأجنبية, من حيث التكلفة على سبيل المثال, إذ تعتمد الشركات الأجنبية على مالديها من معدات ومراكز تطوير تصنع فيها أدوات لنفسها, وبالتالي فإن التكلفة ستكون أقل عليهم. بعكس وضع الشركات المحلية التي تُضطر لشراء هذه المعدات من الخارج وبالتالي تكون التكلفة أعلى من حيث الدعم الفني واستقطاب الموظفين ورواتبهم, إضافة إلى أن الشركات الأجنبية لديها أعمال كثيرة في دول عدة من العالم, ولديها نظام تعمل عليه منذ أعوام عدة.
ويؤكد معرفي أن الفرق في الخبرات بين الشركات المحلية والأجنبية في قطاع الخدمات البترولية يتضح من خلال الاحتكاك مع الدول الأخرى وحجم الأعمال الذي ترتبط فيه بالشركات, ولذا فإن الكفة ترجح للشركات الأجنبية التي تملك كادراً من الموظفين المتخصصين اللذين يتمتعون بخبرات عالية. ويجب الأخذ بعين الاعتبار حجم رأسمال الشركة . فنحن مثلاً نملك مليون ونصف المليون دينار كرأسمال, أما الشركات الأجنبية التي ننافسها فيبلغ رأسمالها 15 مليون دينار.
المنافسة
وأما عن المنافسة مع الشركات الأجنبية, يقول معرفي: إن حرب العراق والوضع الأمني المتدهور في المنطقة عملت على هروب الشركات الأجنبية, وساعدت في الوقت ذاته على ظهور الشركات المحلية. وكانت الشركات الأجنبية تمارس عملية احتكار وتتحكم بالأسعار. وبالرغم من أن هذه الشركات لا تزال تسيطر على السوق, إلا أن الشركات المحلية بدأت تأخذ حيزاً لها في السوق والمنافسة.
ويضيف معرفي أن الشركات الأجنبية تقوم بجميع الخدمات البترولية, وتتمتع بميزة فروعها المتعددة, الأمر الذي يوفر عليها الوقت والمجهود.
وحول كسر الشركات المحلية احتكار الشركات الأجنبية التي سيطرت على السوق لفترات طويلة من دون منافس , يلفت معرفي إلى أن العامل الأمني ساعد على ظهور الشركات المحلية, إضافة إلى التشجيع الاقتصادي الذي جاء بطلب من سمو الأمير, وأخيراً تأتي كفاءة الشركات المحلية كأحد العوامل المساعدة على كسر هذا الاحتكار. من ناحية أخرى: يقول معرفي إن اختراق الشركات المحلية للسوق النفطي جاء بعد دراسة, وذكر قائلاً: نعتمد تقديم خدمة أفضل وبسعر مناسب, كما أن الشركات المحلية تتكبد تكاليف أقل من الشركات الأجنبية, ويضيف" وجودنا كشركة محلية تعنى بالخدمات يمثل تهديداً بحد ذاته للشركات الأجنبية, لكننا في الوقت ذاته نتطلع لهذه المنافسة الشريفة. وإمكانية الاستفادة من وجود هذه الشركات الأجنبية وخبراتها والحلول التي تقدمها ومتابعة آخر تطورات التكنولوجيا في العالم.
وحول الثقة التي توليها شركة نفط الكويت إلى الشركات المحلية, يقول معرفي: إن معاملة "نفط الكويت" للشركات المحلية كمعاملتها للشركات الأجنبية, وتوليها ثقة كبيرة.
كسر الاحتكار
ومن ناحيته قال رئيس مجلس إدارة شركة نفط الخليج السابق ومستشار أحدى شركات الخدمات النفطية محمد الجزاف " لقد شهدت الفترة الماضية وجودا قويا لعديد من شركات الخدمات النفطية"، مشيرا إلى أن هذه الشركات استطاعت إن تتأهل للمشاريع التي تطرحها شركة نفط الكويت بل وباتت تتولى العديد من المشاريع الكبيرة من أعمال حفر وصيانة آبار وغيرها من الخدمات الأخرى.
وأقر الجزاف بأن الشركات المحلية الكويتية كسرت احتكار الشركات العالمية، خصوصا وان الشركات المحلية باتت تتزود بأحدث الأجهزة والتقنيات الحديثة للقيام بتنفيذ المشاريع المطلوبة منها.
وأكد الجزاف أن شركة نفط الكويت أحسنت صنعا عندما أعطت الفرصة لهذه الشركات , فهي في النهاية شركات وطنية وتصب في العجلة الاقتصادية للدولة، موضحا أن الفرص أمام هذه الشركات ما زالت كبيرة خصوصا وأن معظمها مازال في بداية الطريق.
وبين أن شركات الخدمات النفطية لن تتاح لها فرص لاكتساب الخبرة إلا في الكويت فهي سوقها الرئيسي ولم تعمل في هذا المجال من قبل، ولذلك فعلى شركة نفط الكويت أن تعطيها الفرصة بالكامل حتى تحقق الأداء المطلوب والنجاح المنشود من عملياتها التشغيلية.
وبين أن عدد الشركات التي تعمل في مجال الحفر في القطاع النفطي الكويتي يصل إلى ثلاث شركات, منهم شركة أجنبية واحدة فقط ما يعني أن الشركات المحلية باتت تثبت نفسها بقوة في هذا المجال.
وأضاف أن مجال الخدمات النفطية يوجد به عدد كبير من الشركات المحلية بعضها ينفذ مشاريع بالفعل مع شركة نفط الكويت , وبعضها فاز بمشاريع على حساب شركات عالمية عريقة لها خبرة عريضة في هذا المجال.
مشاريع كبيرة
ورأى الجزاف أن القطاع النفطي الكويتي مقبل على مرحلة كبيرة من المشاريع النفطية خصوصا وأن شركة نفط الكويت كانت أعلنت عن استعداداها لطرح مجموعة مشاريع خلال هذه المرحلة مما يعني أن المنافسة ستكون على أشدها بين الشركات المحلية من ناحية وبين الشركات المحلية والأجنبية من ناحية أخرى، إلا أن الجزاف أكد أن في النهاية الشركة الأجدر هي التي ستفوز.
وعن مدى الاستفادة التي قد تجنيها شركات الخدمات النفطية من إقرار حقول الشمال, قال الجزاف بكل تأكيد ستستفيد الشركات المحلية كثيرا مع طرح هذا المشروع، موضحا أن الشركات المحلية ستعمل جنبا إلى جنب مع الشركات العالمية التي تتنافس على هذا المشروع والذي يعد من اكبر المشاريع التي ستطرحها الدولة على الإطلاق في المرحلة المقبلة.
وأشار إلى أن الشركات المحلية التي صنفت وتأهلت إلى قائمة الشركات لدى شركة نفط الكويت سيكون لها حصة مع إقرار هذا المشروع الضخم، مضيفا أن الفرص كثيرة وتنتظر الشركات المحلية لاقتناصها.
وطالب الجزاف شركة نفط الكويت أن تفعل من الدور الذي تقوم به بصورة أكبر لتشجيع هذه الشركات للدخول إلى مشاريعها التي تطرحها من وقت إلى آخر، لافتا إلى أن هذه الشركات دخلت صناعة لم يكن لديها خبرة فيها من قبل, إلا أنها استطاعت وفي خلال فترة وجيزة أن تثبت كفاءتها وأنها على قدر المسؤولية في تولي هذه المهام. وأكد الجزاف أن هناك شركات خدمات لديها الطموح في احتلال مكانة متميزة في هذه المجالات وان هذه الشركات تسعى جاهدة لتكون الركيزة الأساسية للدولة في اعتمادها الرئيسي على شركات الخدمات، مشيرا إلى أن الشركات المحلية ستكون على القدر الكافي من المسؤولية